حول الاطار المنهاجي للتعليم الاولي بالمغرب

معلومات حول الاطار المنهاجي للتعليم الاولي بالمغرب:

يرسم الإطار المنهاجي الحالي المعالم الأساسية لما يتعين احترامه في تربية وتكوين الأطفال في مرحلة التعليم الأولي، وذلك بالنظر، من جهة إلى طبيعة المرحلة النمائية وخصوصياتها، كما تقرها النظريات السيكولوجية الحديثة والأبحاث التربوية، وتؤكد عليها المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، وبالنظر من جهة ثانية إلى الوظائف الأساسية للتعليم الأولي كفضاء لإعداد الطفل(ة) وتهييئه للتعليم الابتدائي على جميع المستويات الحسية الحركية والمعرفية والوجدانية والاجتماعية، بما يجعل هذا الطور التعليمي فترة لإنماء شخصية الطفل(ة)، وتفتيحه على ذاته وعلى العالم المحيط به، وتعلمه المهارات الأساس للاندماج بنجاح في عالم التمدرس وفي حياته فيما بعد.

ومراعاة لخصوصيات مرحلة الطفولة المبكرة، وللوظائف الأساسية للتعليم الأولي، صُمِّم هذا الإطار المنهاجي اعتمادا على موجهات عامة تحكمت كمنطلقات كبرى، في مسار الهندسة المنهاجية المقترحة من بداية تصورها، إلى تنظيم الممارسة التربوية وتدبيرها في الميدان.

و يندرج هذا الإطار المنهاجي للتعليم الأولي ضمن الأوراش الكبرى التي توليها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي اهتماما متزايدا، باعتبار هذا الطور من التعليم واحدا من الدعامات الكبرى المساهمة في تحقيق إلزامية التعليم، وضمان الجودة التربوية المنشودة على مستوى مخرجاته، وذلك تماشيا مع مضمون الرؤية الاستراتيجية 2030/2015، وخاصة ما ورد في الرافعة الثانية حول إلزامية التعليم الأولي، التي نصت في إحدى فقراتها على «اعتماد نموذج بيداغوجي موحد الأهداف والغايات، متنوع الأساليب خاص بالتعليم الأولي، كفيل بضمان انسجام مناهجه وطرائقه وعصرنتها، وتمكينه من الوسائل المادية والتربوية الحديثة، وضمان جودة خدماته ومردوديته على نحو منصف بالنسبة لجميع الأطفال المغاربة ذكورا وإناثا ، البالغين سن التعليم الأولي».

إنه مشروع يرمي بالأساس إلى بناء وثيقة مرجعية موجهة للمنهاج التربوي للتعليم الأولي، بغاية الحرص على تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الأطفال المستفيدين من هذا الصنف من التعليم، بجعلهم، ومن دون تمييز، مكتسبين لكفايات تربوية أساسية تمكنهم من تعلم مهارات الحياة والاندماج بسهولة في أنشطة التعليم الابتدائي . لقد تبين من مختلف الدراسات التشخيصية التي تم إنجازها حول واقع التعليم الأولي بالمغرب، أن هناك تباينا ملحوظا في مستوى الخدمات التربوية التي تقدم للأطفال، وأن بعض هذه الخدمات لا يرقى إلى الحدود الدنيا التي تضمن كرامة الطفل (ة)، وتراعي حاجاته النفسية والتربوية الأساسية، وتكسبه التعلمات الأساسية المزمع الوصول إليها في مجال النمو بمختلف جوانبه السيكوحركية والمعرفية والوجدانية الاجتماعية. ولذلك كان من الضروري – تحقيقا لإنصاف جميع الأطفال الملتحقين بأقسام التعليم الأولي، وجعلهم على قدم المساواة فيما يخص إعدادهم وتهييئهم لولوج مرحلة التعليم الابتدائي - وضع إطار هندسي للمنهاج التربوي يوجه النماذج البيداغوجية المختلفة التي تطبق حاليا بمختلف بنيات التعليم الأولي، ويقلص الفجوة بين الخدمات المختلفة التي تقدم لفائدة الأطفال .

- تعريف الاطار المنهاجي للتعليم الاولي:

الإطار المنهاجي هو إطار يرسم الضوابط المنهاجية العامة التي يتعين الالتزام بها في تربية وتكوين الفئة العمرية المعنية من كفايات تربوية مستهدفة، وأنشطة تعلمية كفيلة بتنميتها، وطرائق تدبير وتنشيط داخل الفصل الدراسي، وأساليب تتبع وتقويم التعلمات المحققة.


الاطار المنهجي للتعليم الاولي
 الإطار المنهجي للتعليم الأولي بالمغرب (وثيقة مرجعية موجهة للمنهاج التربوي)
لمعاينة الوثيقة في هذا المقال: 





التالي السابق
No Comment
إضافة تعليق
رابط التعليق